الخروج مع السائق .. |
السؤال: في هذا الزمان أبتلينا بأشباه الرجال وقطع الأرحام ومشاكل أسرية وقساوة الأباء ، وسؤالي : هل يجوز لي الخروج مِن البيت مع سائق دون علم الأهل وبدون إذنهم لحاجة ضرورية مثلا مراجعة مستشفى أو شراء غرض مِن السوق أو الخروج للتنزه للهروب مِن طفش البيت ؟
- الجواب : الجواب على سؤالك مِن عدة وجوه فأقول وبالله التوفيق :
- الوجه الأول : أتفق مع مقامك الكريم أننا أصبحنا في زمن نُعاني فيه كما وصفتِ مِن أشباه الرجال ، وقطع الأرحام ، والمشاكل الأسرية ، وقساوة الأباء ، وإنا لله وإنا إليه راجعون ..
- الوجه الثاني : لا يجوز لك الخروج مِن البيت مع سائق دونَ علم الأهل وإذنهم لأنَ هذا قد يترتب عليه أمور وأحداث قد لا يُحمد عُقباها ، وأنتِ في غنى عنها ، والذئاب البشرية تنتظر أدنى فرصة لتنهش في أعراض الغافلات البريئات وأحسبُكِ منهن ، ويتأكد هذا المنع إذا كانَ الغرض منه خروج ليسَ بذاك الأهمية أو يحتمل التأجيل كالخروج لشراء أغراض مِن السوق أو الخروج للتنزه للهروب مِن طفش البيت !!
- الوجه الثالث : الخروج الضروري للأمور الهامة كمراجعة المستشفى أو مراجعة معاملة ومصلحة في دائرة حكومية مثلاً يغلب على ظني أنَ والدك أو أخوك قد يتعاونوا معك في ذلك ، وإن كان الأمر كما وصفتِ ، فتذهبين مع الوالدة أو إحدى أخواتك للمكان المقصود الذي ترغبين الذهاب إليه وتقضين حاجتك ، وإن لم يتيسر هذا وكانَ الأمر ضرورياً كالأمثلة التي ذكرت ولم تجدي من يرافقك فتذهبين كحال المُضطر مع سائق ثقة ومأمون الجانب بعد علم واستئذان الأهل ، والله المستعان ..
- الوجه الرابع : أقرأ بين ثنايا وسطور رسالتك التشاؤم والنظرة السوداء ، وأنا أوصيك بالتفاؤل ، والرضا بالقدر بالعيش مع واقعك وإن كانَ يتضمن التعب والألم ، واجتهدي أن تطورين نفسك ، وتهتمين بكيانك ، وترفعين ذاتك بأي وسيلة مناسبة كالقراءة ، والدورات التدريبية ، والمُلتقيات النسائية ، والمتاجر التقنية ، وتنمية أي مهارة ترينَ أنكِ تبدعين فيها ونحو ذلك ، وهذا بإذن الله سيجدد نفسيتك ، ويُقوي عزمك ، وسيُزيل عنكِ مسألة الأمور التي لا تليق بإنسانة عاقلة ورزينة مثلك ، ومع التوبة والطاعة والصدق مع الله ستتحول أمور حياتك للأفضل ..
- الوجه الخامس : أختي الفاضلة : بصراحة لفتَ انتباهي وصفك في رسالتك ، وبصدقٍ أقول : أظن أنَ التفاصيل والأحوال والأحداث في أيام وليالي حياتك ستطول وستتجدد ، وأنا أتفاءل مِن الرحمن الرحيم ، الجواد الكريم أنها إلى خير ، فارفعي رآسك إلى السماء ، واستبشري خيراً ، وارمي عنكِ شأن الحزن والهم ، ونادي بأعلى صوتك ( هذا أنـا ) والخير ، والأمل ، والفرج ، والفجر الجديد بانتظارك ، والسماء ستُمطر عليك سحائب الخير والتوفيق ، والموعد الجنة ..
- وختاماً : أسأل الله أن يُحقق أُمنياتك بما تحبين ، وأن يحفظك ، ويسعدك ، ويوفقك في دينك ودنياك وآخرتك ..
كتبه : خالد بن محمد السـعران تويتر : @khaled_alsaran
|